2025-08-04 10:13:13
في قلب المعاناة اليومية التي يعيشها أهالي قطاع غزة تحت الحصار الإسرائيلي المستمر منذ 12 عاماً، تبرز أكاديميات كرة القدم كمنارة أمل لأبناء الشهداء والأيتام، حيث توفر لهم ليس فقط تدريبات رياضية، بل أيضاً دعماً نفسياً وترفيهياً في ظل الظروف الصعبة.

رسالة إنسانية نبيلة
يقول الدكتور نبيل حمتو، المشرف العام على أكاديمية أبناء الشهداء والأيتام: "هدفنا الرئيسي هو إيجاد متنفس لهؤلاء الأطفال الذين يعانون من فقدان آبائهم وغياب وسائل الترفيه بسبب الحصار". ويؤكد أن جميع القائمين على المشروع، بمن فيهم مدير الأكاديمية إياد أبو زايد، يعملون بشكل تطوعي دون أي مقابل مادي.

إقبال متزايد رغم العدوان
تشهد الأكاديمية إقبالاً كبيراً يصل إلى 5000 طفل خلال العطلة الصيفية، وينخفض إلى النصف خلال العام الدراسي. وتستقبل الأكاديمية الأطفال من عمر 5 إلى 15 سنة، وقد توسعت لتضم 50 فرعاً منتشراً في جميع أنحاء القطاع، بما في ذلك المناطق النائية والمهمشة.

برنامج تدريبي مكثف
توفر الأكاديمية ثلاثة تدريبات أسبوعياً، مدة كل منها ساعتين، تحت إشراف مدربين مؤهلين من اللاعبين السابقين والحاليين. ويهتم البرنامج ليس فقط بتنمية المهارات الكروية، بل أيضاً بالجانب التربوي والتعليمي، حيث تشجع الإدارة الأطفال على الاجتهاد في دراستهم.
دعم مجتمعي واسع
يؤكد الدكتور أيمن أبو سويرح، رئيس بلدية الزوايدة، أن البلدية تضع جميع إمكانياتها لدعم الأكاديمية، مشيراً إلى أن الأطفال يشكلون 25% من سكان القطاع. ويدعو الجمعيات الخيرية والأفراد للمساهمة في توسيع أنشطة الأكاديمية لاستيعاب المزيد من الأطفال.
أحلام تتحقق
محمد حسام أبو زايد (12 عاماً)، أحد أبناء الشهداء، يقول: "جئت إلى الأكاديمية لتحقيق حلم والدي بأن أصبح لاعباُ مشهوراً مثل ميسي". ويضيف أن الأكاديمية ساعدته ليس فقط في تطوير مهاراته الكروية، بل أيضاً في الجوانب التربوية والإنسانية.
رغم كل التحديات، تبقى هذه الأكاديميات شاهداً على إصرار أهالي غزة على صنع الأمل وبناء المستقبل لأطفالهم، حيث تتحول كرة القدم من مجرد لعبة إلى وسيلة للعلاج النفسي وبناء الشخصية وصقل المواهب.