2025-08-01 13:25:54
على مدار تاريخه الطويل، اعتاد المنتخب العراقي لكرة القدم خوض غمار المنافسات في أصعب الظروف، متحدياً التحديات السياسية والأمنية التي مرت بها بلاد الرافدين. ورغم كل العوائق، ظلت العزيمة والإصرار عنواناً للفريق الذي لم يتوقف عن تحقيق الإنجازات رغم كل الصعاب. واليوم، يقف أسود الرافدين على أعتاب مشاركة جديدة في كأس الخليج 24 في قطر، حاملين معهم آمالاً كبيرة في استعادة أمجاد الماضي وإثبات أن العراق ما زال قادراً على المنافسة بقوة.
تحديات الماضي وإنجازات لا تُنسى
لطالما كان المنتخب العراقي أحد أكثر الفرق العربية تأثراً بالظروف السياسية، حيث حُرم من المشاركة في العديد من البطولات إما بسبب الحروب أو العقوبات الدولية. ومع ذلك، استطاع الفريق أن يكتب تاريخاً مشرفاً في كأس الخليج، حيث توج باللقب ثلاث مرات (1979، 1984، 1988)، محطماً بذلك هيمنة المنتخب الكويتي في تلك الفترة. لكن منذ آخر لقب خليجي، عانى الفريق من غياب المنافسة في بعض النسخ بسبب الظروف الأمنية، مما أبعده عن منصات التتويج لعقود.
استعدادات قوية وطموح كبير في خليجي 24
اليوم، يعود المنتخب العراقي إلى الساحة الخليجية بحماس كبير، خاصة بعد أدائه المتميز في التصفيات المزدوجة المؤهلة لكأس العالم 2022 وكأس آسيا 2023، حيث تصدر مجموعته متفوقاً على منافسين أقوياء مثل إيران والبحرين. ويأمل الفريق أن تكون مشاركته في خليجي 24 بمثابة اختبار حقيقي قبل استئناف التصفيات، كما أنها فرصة ذهبية لتحقيق اللقب الرابع في تاريخه.
يعتمد الفريق على مزيج من الخبرة والموهبة الشابة، حيث يقوده نجمه المخضرم علاء عبد الزهراء، إلى جانب لاعبين متميزين مثل علي عدنان ومهند علي، الذي يلعب في صفوف الدحيل القطري وقد يكون له دور محوري في البطولة. كما أن تواجد المدرب السلوفيني سريتشكو كاتانيتش، الذي سبق له قيادة المنتخب الإماراتي في كأس الخليج 2010، يضيف بعداً تكتيكياً مهماً للفريق.
مباراة الافتتاح: اختبار صعب أمام قطر
يستهل المنتخب العراقي مشواره في البطولة بمواجهة صعبة أمام المنتخب القطري، مضيف البطولة، في مباراة ستكون بمثابة اختبار حقيقي لقدرات الفريق. ورغم أن الجماهير العراقية ستغيب عن المباراة الافتتاحية، إلا أن اللاعبين يعرفون أنهم يحملون آمال الملايين في بلادهم، وهو ما قد يكون حافزاً إضافياً لهم.
ختاماً، يبدو المنتخب العراقي أكثر استعداداً من أي وقت مضى لخوض غمار المنافسة في كأس الخليج 24. فبعد سنوات من الغياب والتحديات، يحمل الفريق معه إرثاً عريقاً وإرادة لا تقهر، مما يجعله أحد المرشحين الأقوياء للظفر باللقب. والجماهير العراقية تنتظر بفارغ الصبر أن تعيد أسود الرافدين البسمة إلى وجوههم، وتثبت أن العراق ما زال قادراً على صنع المجد رغم كل الظروف.