2025-07-30 09:56:08
في عالم كرة القدم، تبرز بعض القصص التي تتحول إلى أساطير بمرور الوقت، ومن بينها قصة تعاقد نادي برشلونة مع الأسطورة الأرجنتينية ليونيل ميسي عندما كان مجرد فتى يبلغ من العمر 13 عاماً. لم يكن التعاقد تقليدياً، بل تم على منديل ورقي في كافتيريا النادي، ليكتب بذلك بداية مسيرة أحد أعظم اللاعبين في التاريخ.

اكتشاف الموهبة الاستثنائية
عندما وصل ميسي إلى برشلونة عام 2000، كان قد أذهل الجميع بمهاراته الكروية رغم صغر سنه. لكن التعاقد مع لاعب في مثل هذا العمر لم يكن أمراً سهلاً، خاصة أن رئيس النادي آنذاك، خوان غاسبارت، رأى في الأمر مخاطرة كبيرة. ومع ذلك، كانت موهبة ميسي واضحة لدرجة أن وكيله هدد ببيعه لنادٍ آخر إذا لم يتم التعاقد معه.

"عقد المنديل".. قرار غير تقليدي
في لحظة حاسمة، قرر المدير الفني لبرشلونة آنذاك، كارلس ريساك، ألا يضيع الفرصة، فقام بكتابة العقد على منديل في كافتيريا النادي، بحضور وكيل ميسي، ووقع الطرفان على الاتفاق. ونص العقل على التزام النادي بالتعاقد مع ميسي رغم بعض التحفظات، شريطة الالتزام بالمبالغ المتفق عليها.

من لاماسيا إلى العالمية
انضم ميسي بعدها إلى أكاديمية لاماسيا، حيث تدرج في الفئات السنية قبل أن يصل إلى الفريق الأول ويصبح أحد أعظم لاعبي النادي على الإطلاق. خلال مسيرته مع برشلونة، سجل 566 هدفاً في 650 مباراة، وحقق 9 ألقاب في الدوري الإسباني، و6 كؤوس للملك، و4 ألقاب في دوري أبطال أوروبا، بالإضافة إلى 5 كرات ذهبية.
إرث لا يُنسى
تحول "عقد المنديل" من مجرد قصة طريفة إلى جزء من تاريخ كرة القدم، حيث أثبت أن الموهبة الحقيقية لا تحتاج إلى تعاقدات فخمة لتُكتشف، بل تحتاج إلى رؤية ثاقبة وشجاعة في اتخاذ القرار. اليوم، يُذكر ميسي كواحد من أعظم اللاعبين الذين مرّوا على الساحرة المستديرة، وكان عقد المنديل بداية مسيرة أسطورية غيرت تاريخ كرة القدم.
هكذا، بخطوة غير تقليدية، استطاع برشلونة أن يخطف موهبة ستُخلد اسمها في تاريخ الكرة العالمية، لتثبت أن القرارات الجريحة أحياناً تكون الأكثر تأثيراً.